- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حدثني ضياء وأخوه حمد وكلاهما من مغسلي الموتى - كما قلت لكم بالمستشفى العسكري بالرياض ، قال جاءنا رجل من أهل سكاكا في السبعين من عمره ، وكان ذاك الأسبوع لايوجد لدينا أي طيب من أنواع الطيب في المغسلة حتى لايوجد لدينا سدر ولا كافور ماعندنا إلا الماء فقط 0 فيقول عندما جاءنا هذا الرجل سألت أبناءه أعندكم شيء من السدر أو الطيب أو هذه الاشياء ؟ قال لا نحن غرباء هنا وما عندنا شئ ، يقول الاخ حمد فبدأت بغسله وما أن لامس الماء جسده الا وفاحت رائحة زكية من أجود أنواع دهون العود من جسده ، تعجبت من أمره ، أزيد الماء وتزيد الرائحة ، خرجت وطلبت من أخي ضياء أن يأتي ، وما أن دخل المغسلة إلا واستغرب من الرائحة وقال هذه رائحة دهن عود ، فاستغربنا ، نزيد الماء وتزيد الرائحه ، فذهب أخي ضياء وسأل أحد أبنائه ليدخل ، فدخل وشم الرائحه ، سألناه هل طيبتم أباكم من قبل ؟ قال لا إن له أسبوعين في الإنعاش ولم نطيبه بشيء يقول الأخ ضياء : نشفناه فما زالت الرائحة ، كفناه فما زالت الرائحة في المكان 0 أخذه أبناءه والرائحة معه زكية، ثم لحقت أحد أبنائه وسألته قائلاً:على أي شيء أبوكم هذا ؟
قال منذ عرفت أبي وهو آمر بالمعروف وناه عن المنكر بلطف وتلطف وحسن نية وحسن سريرة0
انظروا يا أخوان الله يطيبه بطيب الآخرة ، لم يجدوا له طيباً من الدنيا لماذا لأنه من أمة خيرة فيها الخير كما قال تعالى( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر00) الآية0
إخواني إني أقول لكم أنا وأحد من هؤلا الجبناء وللأسف وأحد من هؤلاء الذي يستحون من الأمر بالمعروف وينهون عن المنكر ، تركنا الخير فتركنا الوسام الذي أطلقه الله علينا ربنا سبحانه وتعالى وهو خير أمة لأننا نخاف ، لا ليس خوفاً ولكنه حياء0
رأيت أحد المسنين ويبلغ من العمر (65) عاماً وقد رأيت حرصه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلطف وتحسر ما رأى منكراً إلا وقف له ونصح صاحبه ، وما رآى معروفاً إلا دعا إليه 0 سألته ماشاءالله أغبطك على هذه الهمة قال لي قصة عجيبة :كنا ثلاثة أشخاص نعمل في شركة جيتي للبترول بالمحايدة منذ (30) سنه 0وكنا كغيرنا في ذلك الوقت لسنا حريصين على الصلاة ، وكان أحدنا أحرصنا على الصلاة ، وهذا الرجل توفى منذ (15) سنة ، ورأيته في المنام بعد سبعة أعوام من وفاته، وعندما رأيته سألته ماذا جرى لك ؟ قال وجدت سيئاتي أكثر من حسناتي 0 فقلت له: إذاً دخلت النار 0 قال لا دخلت الجنة برحمة ربي، كيف دخلت الجنة وسيئاتك أكثر من حسناتك ؟ قال أتذكر ذلك اليوم في تلك السنة في صلاة العصر عندما أتيتك أنت وفلاناً وأنتما تلعبان الطاولة فأمرتكما بالصلاة فرفضتما ، فأخذت الطاوله منكما عنوة وذهبنا إلى الصلاة فتوضأنا وصلينا جماعة قلت نعم 0 قال : أنى وجدتها كما هي عند ربي فرجّحت بحسناتي فأدخلني ربي برحمته الجنة 0
إخواني أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – للأسف - إذا كنتم مثلي متقاعسين ، لكن أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يصلح لي عملي وعملكم ونصبح آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر0
إخواني اخبرني أحد طلبة المدارس الثانوية بعد كلمة قائلاً لي يادكتور عندنا ثلاثون مدرساً مامنهم واحد نصحني بشيء أو أمرني بمعروف ونهاني عن منكر مع انهم يعرفوني ويعرفون باقي الزملاء العصاة من مدخنين وغيره ،لم ينصحنا واحد منهم قط0
انظروا إلى حالنا ، إخواني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فأنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر في من ؟ في أهل فطرة وأهل دين0
كنت في الأسبوع الفائت في البحرين وكنت راجعاً من البحرين بالسيارة متجهاً إلى الرياض وفي طريقنا على الخبر رأينا حوالي 20 شاباً يلعبون بالدفوف والمزامير ويغنون ويرقصون وكانت الساعة الثانية ليلاً ، وكان الذي معي آمر بمعروف وذو همة عالية ليس كمثلي ، فقال لي : لنقف ونتكلم معهم ، فوقفنا، وما أن نزلنا من سيارتنا واتجهنا نحوهم إلا وعمّ الهدوء عليهم ، توقفوا دخلنا عليهم استأذناهم كلمناهم فطلب مني هذا الأخ - جزاه الله خيراً - أن أتكلم معهم خمس دقائق أو 10 دقائق ، ودعا لهم بظاهر الغيب ثم بدأت بالكلمة وما أن انتصفت من كلمتي ألا ونصفهم قد امتلأت عيونهم دموعاً 0
أمة الإسلام نحن المتقاعسون لاتقولون العصاة، نحن السبب إلى ما وصلت إليه الأمة ، لا يكفي أن تلتزم وتستقيم وان تصلي وجارك لا يصلي لايكفي أن تحافظ وغيرك لا يحافظ ، فوالله يا إخوان إنا مسئولون عنهم مسئولون عنهم0 إذا كان حال الفجار - سألتهم كم منكم يصلي ؟ نصفهم لا يصلي 0 كم منكم صلى العشاء ؟ ثلاثة أرباعهم لم يصل العشاء الساعة الثانية ليلاً ومع ذلك امتلأت عيونهم دموعاً 0 قلت لهذا الأخ بعد أن تركناهم يمكن أن يرجعوا يا أخ عبد العزيز قال لا أبداً انتظر قليلاً وانظر اذا بقي منهم أحد ، هؤلاء إن رأيتموهم عصاه إلا أنهم على فطرة وعاشوا على لاإله إلا الله وترعرعوا عليها ، فعلاً جلسنا بعيداً ننظر فلم يبق منهم واحداً ، سألناهم أن يذهبوا ويتوضأوا تبقى على الفجر ساعة الا ربع ويستعدون لصلاة الفجر ومن يريد الاستحمام ان يستحم ، فلم يجلس منهم واحد ، ثم تقول هؤلاء عصاة 0
أنت تقول لم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ وما علاقته بأمراض القلوب؟ أقول لكم إنك إذا أمرت بمعروف ونهيت عن منكر ، وكان همك غيرك، انتزعت منك الأنانية، وحب الذات ، وارتاحت سريرتك ، ونفع الله بك وبوقتك، وبارك فيك وبارك في رزقك، وكنت من خير أمة ، وارتفعت وسموت ، وابتعدت عن أغلب الأمراض التي تصيب القلوب0
6- ترك الحسد والغيبة والنميمة:
كان لي قريب في الثالثة والثلاثين من العمر أصيب بسرطان في دماغه ذهب يتعالج في أماكن كثيرة فلم يكتب الله له الشفاء ، جاءنا في المستشفى العسكري بالرياض وقبل شهر من وفاته أغمي عليه وبرزت عيناه وكبر خشمه وتقرح وجهه وتقرح أنفه وقبل موته بليلة أو ليلتين لايستطيع الرجل أو المرآه النظر إلى وجهه ،وذلك بسبب ضغط السرطان على وعينيه وشفتيه، فعندما توقعت أن أجله قد دنا ، طلبت من الممرضات أن يتصلن بي إذا بدأ بالاحتضار حتى لا يتصلوا بأهله فترد أمه فيزعجوها ، فعند الساعة السادسة صباحاً من يوم الإثنين اتصلوا بي وقالوا أن قريبك هذا يحتضر ، جئت إليه فرأيت العجب العجاب ، رأيت العجب العجاب يا إخوان أرى ذاك الوجه أصبح وجهاً يجب ان تنظر إليه ، العيون رجعت كأن لم يصبها شيء الأنف أيضاً رجع إلى طبيعته وكذلك شفتاه ، تعجبت من أمره قلت ما ضغطه ؟ قالت الممرضة:35 العالي والوا طي لم استطع قياسه 0قلت ما نبضه ؟ قالت : أقل من 30 نبضه في الدقيقة عرفت انه يحتضر قلت له: محمد ، قال: نعم 0قال خالد ! قلت: نعم0 قلت له كيف الحال؟ قال الحمد لله ، فقلت له : قل أشهد أن لا إله إلا الله فقالها ، ثم مات مع تعجب الممرضة من كلامه، ومناقشتي له0 بعد أن مات سألت نفسي على أي شيء هذا الرجل ؟ شاب في عمري نشأنا معاً ، أعرفه جيداً ولكن قلت بنفسي لماذا على أي شيء حسن الخاتمة هذا (احسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا) فلم أستطع أن أجد جواباً0 وبعد عام جمعتني مع والده مناسبة خاصة ذكرت القصة لوالده، سألت أباه وأخوته، قال لي أبوه ابني هذا عجيب ، قلت ما عجبه ،قال لا يعرف الحسد والحقد ، لا يعرف أن يحقد أو يكره أو ينظر لأحد بحقدٍ أو كره 0
إن الحسد أسوأ أمراض القلوب ، وهو جالب لجميع المصائب وأمراض القلوب العضوية والمعنوية ، وهو السبب في كل ذلك0 فالذي ابتلي به ، يقع في الكذب والغش والغيبة والنميمة والخديعة 0فتذكرت أثر عبد الله بن عمر وكلكم تعرفونه ، والأثر طويل عن أنس - رضي الله عنه - ، عندما كانوا جلوساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد قال سوف يدخل عليكم رجل من أهل الجنه هذا الباب فدخل رجل كث اللحية يتقاطر الماء من لحيته فصلى وانصرف وفي الغد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -نفس الشيء ، سوف يدخل عليكم رجل من أهل الجنه ، وفي اليوم الثالث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوف يدخل عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة0 فقال عبد الله بن عمر - انظروا فيما الغبطة وفيما الغيرة؟ أنها: في أعمال الآخرة ، حتى الصحابة - رضوان الله عليهم - كان عندهم هدف واضح وهو المنافسة في الآخرة وترك الدنيا ، فكيف كانت النتيجة ؟ النتيجة أن الدنيا أتتهم مطيعة ذليلة تحت أقدامهم أخرجوها من قلوبهم فحطمها الله على أيديهم ، أما نحن للأسف - إلا من رحم ربي - وأسأل الله المولى الكريم المنان العليم الرحمن الرحيم أن يجعلني وإياكم وأبنائي وأبنائكم ووالدي ووالديكم من المرحومين0فيقول عبد الله بن عمر فتبعته إلى أن دخل بيته فطرقت عليه ، فقلت إني اختلفت مع أبى و أريدك أن تستضيفني ثلاثاً 0 يريد أن يعرف حقيقة الرجل ولم شهد له الرسول بالجنة مع إن هذا الرجل - أي عبد الله بن عمر- الرجل العباد الذي كان يصوم يوما ويفطر يوما ، وكان يقوم أغلب الليل، ولم يترك قيام الليل حتى في ليلة زواجه ، هذا الرجل ما قال والله أنا أعمالي كثيرة لاياإخوان ، هم ليسوا مثلنا ، هم يستقلون أعمالهم ، يحتقرون أعمالهم، يقولون لاشيء ويعّظمون ذنوبهم ، ونحن إلا من رحم ربي نعظّم ونكبّر أعمالنا ونستحقر ذنوبنا ، هم مركزون على كلمة شديد العقاب ذي الطول، ونحن للأسف ، وكثير من الإخوة يردد عليك إذا قلت له شيئاً قال الله عفو غفور كأنه لا يعرف من أسماء الله وصفاته إلا أنه العفو الغفور، ولكنه نسي أنه شديد العقاب ذو الطول ، هذه أحوالنا وهذا الفرق الذي بيننا وبينهم ولما هذا ؟ نحن أصحاب أمراض قلوب و أصبحنا غثاء كغثاء السيل إلا من رحم ربي 0 المهم عبد الله بن عمر مكث عند هذا الرجل ثلاث ليال ولم ير منه شيئاً غريباً- يعني استقل عمله - على شهادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وفي اليوم الآخر قال له القصة وإني لم أجد شيئاًً غريباً في عملك 0 إن - رسول الله صلى الله عليه وسلم - شهد لك بالجنة قال هو كذلك يا أخي أنا لا أعلم ، فعندما انصرف عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - تذكر الرجل وقال له يا أخي يبدو أن -رسول الله صلى الله عليه وسلم - شهد بما شهد لأني أعمل عملاً وأحداً فقال له ما هو ؟ اسمعوها يا إخوان ، وحاولوا - وان نتعاهد من هذا المكان الطيب أن نعمله - قال لم أنم ليلة قط وفي قلبي حقد على مسلم فيكون بقلبي مرض فأكون في زلة ، فقط للأسف يا إخوان الحقد والحسد أعمى كثيراً من الناس 0يقول لي كثير من الإخوان ومن ضمنهم الدكتور عبد الله عشمق - جراح القلب في جدة، مستشفى الملك فهد العسكري - يقول لي وأنا أوافقه وكثير من الأخوان ما شعرت في قلبي بشيء من حقد أو غل أو شيء - يعني على أحد - وذكرت آية وأحدة من القرآن إلا نزع الله مافي قلبي ماهي يا إخوة؟ كلنا نعرفها يا إخوة ولكننا لا نعيها تردد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا000000) الآية
رددها واذكر وتذكر وتعوذ من الشيطان واقرأ المعوذات يشفي الله مافي قلبك فإن تركت العنان لقلبك فوالله قد يوقعك في أمراض ومشاكل وذنوب لاحصر لها ، والأمثلة كثيرة عندنا في العيادة ليس هذا مجالها ولكن يا إخوان كما قلت لكم سبعة من عشرة أمراض حسد وحقد وغيبه وتقاعس في الصلاة ما انتظموا وداوموا عليها ألا وبرئوا من جميع هذه الأمراض0
تقولون لماذا الحسد يا أبا محمد ما دخل الحسد في أمراض القلوب العضوية ؟
أقول: الحاسد دائماً قلق دائماً ينظر إلى يد غيره ، لا ترتاح نفسه حتى لو كان أغنى الناس فيصبح قلقاً ، يصبح غير مرتاح يصاب بالقلق ، يأتي إلى العيادة بخفقان وأمراض أخرى أنتم تعلمونها جيداً علاجه أن يتقى الله ما استطاع علاجه قول هذه الآية ، يرددها ، علاجه الاستغفار والتعوذ من الشيطان ، علاجه الإكثار من قراءة القرآن ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب 0
كنت في إجازة عام 1407هـ أحضّر للاختبار النهائي للدكتوراه كانت الساعة الثانية ليلاً كنت أذاكر في البيت ، جاءني هاجس لماذا لا أذاكر في المستشفى وهي ليست عادتي ، فأخذت كتبي ووصلت المستشفى الساعة الثانية والربع وما أن وصلت المستشفى ودخلت قسم المسالك البولية وإذا بممرضة إيرلندية كافرة تقابلني وتقول دكتور جبير تعال وصلّ على هذا المريض الذي يحتضر ، قلت لها : ما به ؟ قالت به سرطان في المثانة انتشر في جسمه كله حتى وصل إلى دماغه وهو مغمىً عليه منذ أسبوعين لا يحرك ساكناً ، وهو الآن يحتضر قلت لها : ما ضغطه ؟ قالت : حوالي الثلاثين 0 وما نبضه ؟ قالت ضعيف جداً لا أستطيع أن أعده قلت وما اسمه ؟ قالت : محمد قلت : لها أين هو ؟ قالت : في هذه الغرفة 0 ذهبت إلى الغرفة وإذا بي أرى العجب العجاب ، لم أجده ، ذهبت إليها وقلت لها لم أجد أحداً ، أين الذي تقولين عنه ، أين هو ؟ قالت في الحجرة ، وكان بالغرفة خمسة أشخاص ونظرت إلى الخمسة ولم أجد محتضراً قالت : هذا هو ، قلت الذي بجنب الشباك ؟ قالت نعم وأذا بي أرى عجباً رجلاً امتلأ وجهه نوراً وحمرة ببياض وزينة ، له لحية سوداء ، كأنه جالس ، ظننت أنه نائم ، لم أظنه بأي حال من الأحوال يحتضر دنوت منه ، قلت له: محمد ، قال : نعم قلت له قل أشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله ، فقالها ثم توفى ، وتعجبت هذه الكافرة كيف تكلم هذا الذي هو قريب من الموت ، سألتها عن أهله أعطتني رقم هاتفهم فكلمت أحد إخوانه وقال أنا بالشقة المفروشة القريبة من المستشفى ، سوف آتيك بعد خمس دقائق أو عشر دقائق0 أخبرته عما قال لي قال، لي عجباً والله لو نعمل كما يعمل هذا لكنا بأمر الله إذا أصلحنا صلاتنا مع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولكننا لم نضمن لمحمد صلى الله عليه وسلم ما سألنا أن نضمنه له فندخل الجنة برحمة ربنا فلما قلت له القصة قال لي يا أخي أن أخي هذا منذ عرفته لم يغتب أحداً ولم يسمح لأحد أن يغتاب أحداً في مجلسه انظروا إلى نهايته إلى حسن خاتمته(احسبه والله حسبه ولا أزكي على الله أحدا)0
ما حالنا بعضنا يا إخوان قبل أن يخرج من صلاة العشاء مع جاره الثاني يقول يا أخي" أبو عبد الله الله يهديه وسخ ريحته طالعة يا أخي ماينتظف"0 يعني كأنهم جيروا صلاة العشاء للرجال، غباء يا إخوان أصبنا بالغباء ، كان كمن يغرس فسيلات فإذا بدأت في الإنتاج وطلع ثمرها قلعها وأعطاها جاره وقال له تفضل أو كمن يعبي في قربه مثقوبة تصلي وتصوم والحديث مشهور حديث المفلس أتعلمون من المفلس ؟ قالوا لا يا رسول الله ليس المفلس مفلس الدرهم والدينار ولكن المفلس من أتى الله وقد شتم هذا ولعن هذا وظلم هذا أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - فيؤخذ من هذا على هذا يبقى فاضياً 0
أثر الغيبة في أمراض القلب:
إخواني تريدون أن تسألوا لم ذكرت الغيبة وأثرها في أمراض القلب ، وما علاقتها بالخفقان والصمامات والشرايين وغيرها أقول لكم ، صاحب الغيبة والنميمة يصير مثل مسّاحات السيارات همه الأول مراقبة الآخرين ، يسب هذا ، ويتكلم على هذا ، قلق عجيب ما يرتاح يجيء المجلس هذا كذا وهذا كذا وهذا ما فيه خير وذا ما ادري ماذا يعمل ؟ كأنه موكل بخلق الله وتجده دائما قلقاً ولا يهدى له بال فيصاب بالقلق ، والخفقان ، والأمراض ، وعدم الراحة ، وعدم الاطمئنان ، ويحشر يوم القيامة مفلساً من كل شيء0